أسعار الذهب تقفز إلى مستوى تاريخي جديد وسط زخم توقعات خفض الفائدة

واستفاد المعدن النفيس، إلى جانب الدولار الأميركي، من محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دونالد ترامب، بعد فشل المحاولة وتعافي ترامب.
ومنذ ذلك الحين، كانت هناك تكهنات بأن الحادث قد يضيف الكثير من الشعبية إلى جهود ترامب للعودة إلى المكتب البيضاوي ودفعه نحو الفوز في الانتخابات.
ارتفاع العقود الفورية
وبحسب التقرير، ارتفعت عقود الذهب الفورية أمس إلى 2468.40 دولار للأوقية، مقارنة مع الإغلاق المسجل في جلسة أميركا الشمالية السابقة عند 2421 دولار، كما هبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في جلسة التداول الحالية عند 2420 دولار، مقارنة مع أعلى مستوياته المسجلة عند 2468.85 دولار.
انخفض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% في يونيو/حزيران، مقارنة بقراءة الشهر السابق البالغة 0.0%، وفقاً للقراءة الشهرية التي جاءت أقل من توقعات السوق البالغة 0.1%.
الرقم القياسي لأسعار المستهلك
سجلت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 3.00% في يونيو/حزيران الماضي، مقارنة مع قراءة الشهر نفسه من العام الماضي والتي سجلت 3.3%.
وجاءت القراءة الفعلية للشهر الماضي أقل من توقعات السوق البالغة 3.1%.
وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1% في الشهر الماضي مقارنة بقراءة الشهر السابق البالغة 0.2%، وهو ما يشير إلى مستويات أقل من توقعات السوق البالغة 0.2%.
وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر إلى 3.3% في يونيو/حزيران، مقارنة مع قراءة 3.4% في الشهر ذاته من العام الماضي، ما يشير إلى انخفاضه أكثر من المتوقع إلى نفس المستوى المسجل في القراءة السابقة.
مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة
أظهرت بيانات جديدة لمؤشر مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة تراجع إنفاق المستهلكين، بحسب بيانات صدرت الثلاثاء، وهو ما جاء مع توقعات بمزيد من التراجع في إنفاق المستهلكين، وبالتالي انخفاض أسعار المستهلكين.
وانخفض مؤشر مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة إلى الصفر في يونيو/حزيران، مقارنة مع زيادة بنسبة 0.3% في الشهر السابق، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات السوق.
العوامل الفنية
وأشار التقرير إلى أن الدعم لارتفاع الأسعار يأتي من خلال تحركات الأسعار الأخيرة، كما تم إطلاق إشارة صعودية شهرية للذهب في وقت سابق من شهر يوليو/تموز بعد أن ارتفع فوق أعلى مستوى له في يونيو/حزيران عند 2388. ونظراً لأن شهر يوليو/تموز قد تجاوز بالفعل نقطة المنتصف، فإن الذهب لديه فرصة لإنهاء الشهر بقوة، في الثلث العلوي من نطاق سعر الشهر.
وأشار المحللون إلى أن إشارة استمرارية صعودية أسبوعية قد تم إطلاقها هذا الأسبوع وأن الذهب في طريقه لإنهاء الأسبوع بقوة، في الثلث العلوي من نطاق تداولات الأسبوع، وإذا تمكن المعدن الثمين من القيام بذلك، فسيكون لديه فرصة جيدة لرؤية زخم صعودي قوي في أسبوع التداول المقبل.
توقعات إيجابية
لقد سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة، ويتوقع بعض المحللين أن تستمر المكاسب التي يحققها المعدن الأصفر في الأمد البعيد. ومثل الأسهم والسندات، يتجه الذهب نحو الارتفاع ــ وللسبب نفسه، حيث يستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي “أخيراً لخفض أسعار الفائدة لأنه يعتقد أنه تغلب على التضخم”.
وقد أدت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا العام إلى إضعاف الدولار وعوائد سندات الخزانة، مما عزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن. ومع ضعف البيانات الاقتصادية وتخفيف الضغوط التضخمية، تظل عوائد السندات تحت الضغط إلى حد كبير، مما يساعد في تعزيز جاذبية الأصول منخفضة العائد وغير المدرة للعائد، وبالتالي الحفاظ على توقعات الذهب في المنطقة الإيجابية.
عائد السندات
وفي تعاملات الثلاثاء، بلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 4.179%، منخفضا من 4.231% المسجلة يوم الاثنين، في حين ارتفع مؤشر الدولار ICE DXY بنسبة 0.1% إلى 104.34 لكنه منخفض بنسبة 1.4% على أساس شهري حتى الآن.
ليس هناك شك في أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يمكن أن يعزى على الأقل جزئيا إلى ضعف الدولار وانخفاض عائدات السندات، وذلك بفضل البيانات الأميركية الأضعف من المتوقع وانخفاض غير متوقع بنسبة 3% في التضخم الاستهلاكي الأميركي الأسبوع الماضي، وكل هذا يعزز جاذبية الأصول المنخفضة أو غير المدرة للفائدة مثل الذهب.
وبحسب التقرير الصادر عن نور كابيتال، ساهمت قوة الذهب في ارتفاع صندوق SPDR GLD المتداول في البورصة إلى أعلى مستوى تاريخي جديد خلال الثلاثاء، وذلك استناداً إلى بيانات تعود إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2004. وارتفع الصندوق بنسبة 1.8% إلى 227.87 دولاراً في تعاملات الثلاثاء بعد أن بلغ أعلى مستوى له عند 227.98 دولاراً.
تجدر الإشارة إلى أن حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب بلغت ذروتها في أكتوبر 2020 وانخفضت بنسبة 26% منذ ذلك الحين لكنها يبدو أنها وصلت إلى القاع في مايو 2024، لكن جميع الصناديق بدأت في الارتفاع مرة أخرى، وسط ما يُعتقد أنه موجة جديدة من الطلب على الذهب من خلال هذه القناة، وخاصة من مستشاري الاستثمار والمؤسسات المالية.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر