الروبية الهندية تهبط إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق وسط التوترات الجيوسياسية

الكويت: هبطت الروبية الهندية، الأكثر تقلبا بين نظيراتها الآسيوية، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 274.9 روبية مقابل الدينار الكويتي يوم الاثنين، متأثرة في المقام الأول بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتزايد مخاوف الركود في الاقتصاد الأميركي. لكن مكاتب الصرافة في الكويت استمرت في مواجهة أعمال فاترة حيث تبنى السكان نهج “الانتظار والترقب”، حتى مع بقاء العملات الآسيوية في دوامة هبوطية في جلسات متتالية.

وقال إلياس أحمد، وهو مسؤول مبيعات في إحدى شركات الصرافة في مدينة الكويت: “عادة ما نشهد تدفقا للتحويلات المالية عندما تنخفض العملات الآسيوية مقابل الدينار الكويتي. ولكن الغريب أن عدد المعاملات منخفض بشكل كبير هذه الأيام”. وانخفضت العملة الهندية 31 بايسا لتستقر عند أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 84.03 مقابل الدولار الأميركي.

تراجعت الأسهم الأميركية يوم الاثنين بعد موجة بيع غير مسبوقة بسبب المخاوف من احتمال انزلاق الولايات المتحدة إلى الركود بعد البيانات الاقتصادية الضعيفة الأسبوع الماضي. كما تعرضت البورصات من آسيا إلى أوروبا لضربات قوية.

كانت الروبية الهندية في سلسلة من الخسائر لأكثر من عامين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قوة الدولار وضعف معنويات المستثمرين في الهند. كما كانت العملات الآسيوية – وخاصة تلك الخاصة بالهند وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا والفلبين – أكثر تقلبًا مقارنة بالعملات الأكثر استقرارًا مثل الدولار الأمريكي واليورو والفرنك السويسري والين الياباني والجنيه الإسترليني. وارتفعت قيمة الملاذ الآمن الين والفرنك يوم الاثنين.

وسجل الدينار الكويتي 194 بيزو فلبيني يوم الاثنين إذا كان مبلغ المعاملة أقل من 50 ألف بيزو و188.25 بيزو إذا كان مبلغ التحويل أعلى من 50 ألف بيزو. كما هبطت الروبية الباكستانية إلى 910 روبيات مقابل الدينار يوم الاثنين، بينما يتم تداولها عند 935 روبية إذا كان مبلغ المعاملة أعلى من 50 ألف روبية باكستانية. كما ظلت الروبية السريلانكية متقلبة، حيث تم تداولها عند 994 روبية مقابل الدينار يوم الاثنين.

وقال جوشوا أبراهام، وهو خبير في سوق الصرف الأجنبي في إحدى شركات الصرافة في الكويت، إن “التحويلات المالية إلى بنغلاديش بالتاكا لا تزال معلقة بعد توجيه من البنك المركزي في بنغلاديش في ضوء الاضطرابات السياسية الحالية في البلاد”. ومع ذلك، قال إن سوق الصرف الأجنبي المصرية مستقرة بعد تدخل البنك المركزي وأن التحويلات المالية إلى البلاد تتم بسلاسة. وعزا الانخفاض الكبير في التحويلات المالية من الكويت على الرغم من أسعار الصرف المواتية إلى موسم الصيف المرهق والتحويلات المالية غير القانونية المستمرة إلى بعض الدول الآسيوية.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، انخفضت قيمة الروبية الهندية مقابل الدولار الأميركي بنحو 60%. وقد شهدت أغلب دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت، تدفق كميات كبيرة من الدولارات الأميركية في صورة استثمارات مباشرة أجنبية، الأمر الذي جعل عملاتها أقوى. وأوضح أحمد: “بالنسبة للمقيمين، فإن ضعف الروبية عادة ما يكون بمثابة نعمة مقنعة، حيث يمكنهم إرسال المزيد من الأموال إلى الهند. ومن عجيب المفارقات أن المقيمين هذه المرة لا يبدون متحمسين كثيراً للاستفادة من ضعف العملة. فإما أنهم ينتظرون المزيد من الانخفاض في قيمة الروبية أو بسبب المناخ المالي الذي قد لا يكون مواتياً للغاية”.