ملك تايلاند يعفو عن رئيس الوزراء السابق تاكسين بمناسبة عيد ميلاده

بانكوك: قال محامي رئيس الوزراء التايلاندي السابق المثير للجدل تاكسين شيناواترا يوم السبت إن موكله حصل على عفو ملكي بعد يوم من تولي ابنته منصب رئيس الوزراء الجديد في المملكة. ويعد الملياردير البالغ من العمر 75 عامًا واحدًا من آلاف الأشخاص الذين منحهم الملك ماها فاجيرالونجكورن عفوًا في بادرة رأفة بمناسبة عيد ميلاده. وكان تاكسين قد سُجن لمدة ثماني سنوات بتهمة الفساد وإساءة استخدام السلطة منذ عودته إلى المملكة قبل عام تقريبًا بعد 15 عامًا من المنفى الاختياري.

ولكن الملك خفف الحكم إلى عام واحد، ثم أطلق سراحه لاحقا بكفالة بسبب تقدمه في السن وسوء حالته الصحية. وأعلن العفو في الجريدة الرسمية، وقال محامي تاكسين وينيات تشاتمونتري إن رئيس الوزراء السابق استفاد من العفو. وقال على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك: “تاكسين شيناواترا من بين المستفيدين من العفو الملكي. وسوف يتلقى لاحقا وثيقة من السجن تفيد بأنه رجل حر”.

وذكرت الجريدة الرسمية الصادرة يوم السبت أن “الملك أعطى فرصا لأولئك لتحسين أنفسهم وإفادة بلدهم”. وجاء العفو عن السجناء ذوي السلوك الجيد بعد شهر تقريبا من احتفال الملك فاجيرالونجكورن بعيد ميلاده الثاني والسبعين في أواخر يوليو. وكان من المقرر في الأصل أن يكمل رئيس الوزراء السابق فترة إطلاق سراحه المشروط لمدة عام واحد في 31 أغسطس.

وريثة شيناواترا رئيسة للوزراء

في غضون ذلك، أصبحت ابنة الملياردير تاكسين شيناواترا البالغة من العمر 37 عاماً رئيسة وزراء تايلاند يوم الجمعة، لتصبح العضو الثالث من العشيرة المؤثرة ولكن المثيرة للانقسام التي تقود البلاد. تولت بايتونجتارن شيناواترا ـ أصغر زعيمة في تاريخ تايلاند كملكية دستورية وثاني امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء بعد عمتها ينجلوك ـ منصبها بعد حكمين قضائيين تسببا في اضطراب السياسة في المملكة.

وتأمل باتونجتارن في تجنب مصير والدها وعمتها اللذين أطاح بهما الجيش من منصبيهما كرئيسين للوزراء خلال صراع على السلطة استمر عقدين من الزمان بين تاكسين والمؤسسة المحافظة المؤيدة للجيش والملكية في المملكة. وقال رئيس مجلس النواب وان محمد نور ماثا في بث تلفزيوني مباشر إن المشرعين وافقوا على تعيين باتونجتارن من حزب فيو تاي رئيسا للوزراء بأغلبية 319 صوتا مقابل 145 صوتا.

وقالت بايتونجتارن إنها “تشعر بفخر وسعادة بالغة”. وأضافت للصحفيين “آمل حقًا أن أتمكن من جعل الناس يشعرون بالثقة. وآمل أن أتمكن من تحسين نوعية الحياة وتمكين جميع التايلانديين”. وتابعت “قررت أنه حان الوقت للقيام بشيء من أجل البلاد والحزب. وآمل أن أتمكن من بذل قصارى جهدي لجعل البلاد تمضي قدمًا”. كما هنأ رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت – مثل بايتونجتارن، ابنة رئيس وزراء سابق – بايتونجتارن. كما هنأت الصين بايتونجتارن، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن بكين “مستعدة للعمل مع تايلاند للمضي قدمًا” في العلاقات الطويلة الأمد بين البلدين.

أحكام المحكمة

جاء صعود بايتونجتارن إلى أعلى منصب بعد أن أقالت المحكمة الدستورية في المملكة رئيس الوزراء السابق سريثا ثافيسين لتعيينه وزيرًا في مجلس الوزراء محكومًا عليه جنائيًا. كانت إقالة سريثا يوم الأربعاء في قضية رفعها أعضاء مجلس الشيوخ السابقون المعينون من قبل الجيش هي الجولة الأخيرة في الصراع الطويل الأمد بين النخبة التايلاندية والأحزاب الشعبوية المرتبطة بتاكسين، قطب الاتصالات ومالك مانشستر سيتي السابق. ساعدت بايتونجتارن في إدارة فرع الفنادق لإمبراطورية الأعمال العائلية قبل دخول السياسة في أواخر عام 2022، وكانت حاضرة بشكل شبه دائم في الحملة الانتخابية خلال الانتخابات العامة العام الماضي.

وقد شهد هذا التصويت فوز حزب “المضي قدماً” التقدمي الناشئ بأغلبية المقاعد بعد تعهده بمراجعة قوانين البلاد الصارمة المتعلقة بالإساءة إلى الذات الملكية وتفكيك الاحتكارات التجارية القوية. ولكن أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين ـ الذين تم تعيينهم جميعاً من قبل المجلس العسكري السابق ـ منعوا محاولة حزب “المضي قدماً” تشكيل حكومة. وفي وقت لاحق، عقد حزب “فيو تاي” تحالفاً مع الأحزاب المؤيدة للجيش والتي كانت في السابق تعارض بشدة تاكسين وأتباعه، الأمر الذي أدى إلى صعود سريتا إلى السلطة.

وبعد أقل من عام، أصبح سريتا ثالث رئيس وزراء من حزب فو تاي يتم طرده من منصبه من قبل المحكمة الدستورية. وقد تم عزل سريتا بسبب تعيينه لبيشيت تشوينبان، المحامي السابق المرتبط بعائلة تاكسين والذي أدين بتهمة الفساد. وفي الأسبوع الماضي، صوتت المحكمة العليا أيضًا على حل حزب فو تاي ومنع أعضاء مجلسه التنفيذي من ممارسة السياسة لمدة 10 سنوات، على الرغم من أن الحزب أعاد إطلاق نفسه بسرعة باسم حزب الشعب.