في الدوحة.. مالك جندلي يحتفي بانتصار الثورة عبر “السيمفونية السورية”

قدم الموسيقار وعازف البيانو السوري، مالك جندلي، مساء السبت، عرضاً استثنائياً بعنوان “السيمفونية السورية” في قصر المؤتمرات الوطني بالعاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة أوركسترا قطر الفلهارمونية.
وأكد جندلي أن هذا العرض يمثل احتفالاً بانتصار الشعب السوري وسقوط نظام الأسد، واصفاً السيمفونية بأنها “رقصة الحرية وصرخة الكرامة”.
ملحمة موسيقية تحاكي الثورة السورية
اختار جندلي أن تكون “السيمفونية السورية” وسيلة للتعبير عن الإرث الثقافي السوري ونضال الشعب في وجه الاستبداد.
ووصفها بأنها “موسيقى تنبض بالأمل وتحمل في أنغامها رسالة السلام”.
وقال في حديث مع صحيفة “العربي الجديد”: “على أنغام الحرية، ومع إسدال الستار على عصر الاستبداد، نُحيي ما حاول الطغيان طمسه، ونُعيد للروح السورية إرثها الحضاري والأصيل”.
وأضاف: “لقد احتفينا بالعرض الأول للسيمفونية السورية مع أوركسترا قطر الفلهارمونية، في أمسية تحيي إرادة الحياة والكرامة، وتُعيد للشعب السوري حقه في النشيد”.
فصول الثورة في أربع حركات موسيقية
أوضح جندلي أن “السيمفونية السورية” تتكون من أربع حركات موسيقية، يمثل كل منها فصلاً من فصول الثورة السورية.
الحركة الأولى، التي تتميز بإيقاعها السريع، تروي انطلاق الثورة في 15 آذار 2011 عندما خرجت المظاهرات المطالبة بالحرية، وقوبلت بالقمع الوحشي من قبل النظام.
أما الحركة الثانية فتبرز بإيقاعاتها الرشيقة، في حين تجسد الثالثة الحزن العميق والمآسي الناتجة عن المجازر والإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام على مدار 13 عاماً.
وتصل السيمفونية إلى ذروتها في الحركة الرابعة، التي تؤكد الإيمان بقدرة الشعب السوري على تحقيق النصر رغم كل المعاناة.
مالك جندلي في سطور
ولد مالك جندلي في ألمانيا عام 1972 من أصول سورية تعود إلى مدينة حمص ويقيم حالياً في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية. بدأت علاقة مالك جندلي بالبيانو في ألمانيا بتلقّي علوم الموسيقا في الرابعة من عمره وكان أول حفل بيانو له على خشبة المسرح في الثامنة من عمره.
تتلمذ على يد البروفسور فيكتور بونين من كونسرفتوار تشايكوفسكي، وانتقل بعدها لدراسة نظريات التأليف الموسيقي في جامعة كوينز الأميركية بعد حصوله على منحة دراسية كاملة وتخرج منها بدرجة امتياز عام1997 تحت إشراف البروفسور بول نيتش. حصل على شهادة الماجستير بدرجة شرف من جامعة كارولينا الشمالية عام 2004، واكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
يعدّ جندلي من أهم عازفي البيانو، وقدّم أعماله برفقة العديد من الفرق السمفونية العالمية على أهم المسارح في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وسوريا، وهو عضو في الجمعية الأميركية للملحنين والمؤلفين والناشرين.
ومالك جندلي ابن عم المؤسس الشريك والمدير التنفيذي السابق لشركة آبل العالمية، المخترع الراحل ستيف جوبز. وهو المؤسس والرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية “بيانو من أجل السلام”، والموسيقار الفخري لمتاحف قطر، والمؤلف الموسيقي المقيم في جامعة كوينز الأميركية التي اختارته كباحث في التراث الموسيقي العربي ضمن كادرها الأكاديمي، بالإضافة إلى أنه باحث زائر سابق في مركز الإبادة الجماعية وحقوق الإنسان بجامعة روتجرز الأميركية.
جندلي والثورة السورية
عام 2011، وبُعيد اندلاع الثورة السورية بمدة قصيرة، حمل جندلي البيانو وشارك في تظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض احتجاجاً على وحشية النظام السوري، ما أسفر عن تعرّض والدته ووالده للضرب والتعذيب الوحشي على يد أجهزة نظام أسد في سوريا.
نال الجندلي لقب “المهاجر العظيم” من مؤسسة كارنيغي بنيويورك العريقة تقديراً لمساهمته في إغناء الثقافة وتطوير المجتمع عام 2015 وترشح الفيلم الوثائقي “مالك جندلي: طائر الفينيق في المنفى” لجائزة إيمي في شيكاغو عام 2019. وهو مؤسس وعضو تحكيم في مسابقة مالك جندلي الدولية للشباب التي تحتضن المواهب الشابة من الوطن العربي وتقدمها على خشبة مسرح كارنيغي بنيويورك، وحاز على جائزة حرية التعبير وجائزة غوسي للسلام وغلوبل ميوزيك لرسالته الإنسانية الهادفة.
استقطبت مؤلفاته الموسيقية اهتمام ونقد كبرى الصحف العالمية في أوروبا وشمال أميركا، كما استضافته العديد من المحطات الإذاعية والمرئية منها الإذاعة الوطنية العامة، BBC، قناة الجزيرة، العربية، غلوبو البرازيل، والقناة الفرنسية، CNN، وغيرها من القنوات العالمية.
لا تقتصر موسيقا جندلي السيمفونية على دمج المقامات الموسيقية المشرقية (أو “توظيفها” كما يحب جندلي تسميتها)، بقوالب الموسيقا الغربية الكلاسيكية، بل هي انعكاس حقيقي لدعوة منظمة اليونيسكو للحفاظ على تراث سوريا الثقافي الثري وحمايته في الوقت الذي يتعرض فيه للتدمير الممنهج والاندثار.
أحيت العديد من الفرق الأوركسترالية العالمية موسيقا جندلي؛ إذ عزفتها الأوركسترا الفلهارمونية الملكية بلندن، وأوركسترا بالتيمور السيمفونية، وأوركسترا زغرب الفلهارمونية، وأوركسترا إذاعة فيينا السيمفونية، والأوركسترا الفلهارمونية الروسية، وأوركسترا القاهرة السيمفوني، بالإضافة إلى أوركسترا قطر.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر