روسيا ومصر: تعاون استراتيجي في الصناعة والطاقة النووية والسياحة

القاهرة: هاني كمال الدين –
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر، أعلن سفير روسيا في مصر، جورجي بوريسينكو، عن تطورات مهمة في عدد من المشاريع الاستراتيجية بين البلدين، بما في ذلك إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، ومشروع بناء محطة “الضبعة” النووية، وتعزيز التعاون في مجالات الفضاء والسياحة. هذه المشاريع تأتي في إطار الجهود المشتركة لتجاوز التحديات الناجمة عن العقوبات الدولية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين.
المنطقة الصناعية الروسية في مصر: خطوة نحو تعزيز الاستثمارات
التقدم في إنشاء المنطقة الصناعية
أكد السفير الروسي في مصر، جورجي بوريسينكو، أن عملية التصديق على البروتوكول الملحق باتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر تقترب من الانتهاء. وأوضح أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام بدء العمل الفعلي في المشروع، حيث ستخصص مصر قطعتين أرضيتين لبناء المنشآت الصناعية.
فوائد المشروع للطرفين
تعتبر المنطقة الصناعية الروسية مشروعًا مربحًا للجانبين، حيث ستتيح للشركات الروسية إنتاج سلعها في مصر وتصديرها إلى دول أخرى، بينما ستستفيد مصر من نقل التكنولوجيا وخلق فرص عمل جديدة. ومن المتوقع أن تصل استثمارات الشركات الروسية في المنطقة إلى 7 مليارات دولار.
محطة “الضبعة” النووية: التحديات والتقدم
التقدم في بناء المحطة
أشار بوريسينكو إلى أن بناء محطة “الضبعة” النووية، أول محطة طاقة نووية في مصر، يسير وفقًا للجدول الزمني المحدد. وقد بدأت بالفعل عمليات استيراد المعدات من روسيا وتركيبها في موقع البناء. وتعد “الضبعة” حاليًا أكبر موقع لبناء محطات نووية في العالم، حيث يعمل فيه مئات الخبراء الروس والمصريين.
تجاوز العقوبات
على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وشركة “روساتوم”، أكد السفير أن الجانبين الروسي والمصري يعملان على تجاوز هذه التحديات لضمان اكتمال المشروع بحلول عام 2030.
التعاون في مجال الفضاء: آفاق جديدة
التعاون الروسي المصري في الفضاء
تطور التعاون بين روسيا ومصر في مجال الفضاء بشكل ملحوظ، حيث تم إرسال أجهزة مصرية إلى محطة الفضاء الدولية. كما تعمل وكالة الفضاء المصرية مع “روسكوسموس” على مشاريع مشتركة، بما في ذلك إطلاق الأقمار الصناعية.
التحديات والفرص
على الرغم من التعاون المكثف بين مصر والصين في مجال الفضاء، لا تزال هناك فرص كبيرة لتعميق الشراكة مع روسيا، خاصة في مجالات الأمن الفضائي وتكنولوجيا الأقمار الصناعية.
السياحة: تدفق السياح الروس إلى مصر
زيادة عدد السياح الروس
أفاد السفير بوريسينكو بأن عدد السياح الروس الذين زاروا مصر في عام 2024 بلغ حوالي 1.6 مليون سائح، بزيادة طفيفة عن العام السابق. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل من ذروة عام 2014، عندما زار 3.3 مليون روسي مصر.
تسهيلات جديدة للسياح
تمت إعادة تشغيل الرحلات المباشرة بين روسيا ومصر منذ عام 2021، مما ساهم في زيادة تدفق السياح. كما أن نظام التأشيرات السهل، بما في ذلك الإعفاء من التأشيرة في شرم الشيخ، يجعل مصر وجهة جذابة للسياح الروس.
التعاون المالي والاقتصادي: تحديات وآفاق
التعامل بالعملات الوطنية
أكد السفير أن مصر تبحث بنشاط عن بدائل للتعامل بالعملات الوطنية في المعاملات المالية مع روسيا، خاصة في إطار مجموعة “بريكس”، التي انضمت إليها مصر كعضو كامل في يناير 2024.
بطاقة “مير” الروسية
على الرغم من التحديات المتعلقة بدمج بطاقة “مير” الروسية في النظام المالي المصري، لا تزال هناك جهود لتعزيز استخدامها في المستقبل.
تسير العلاقات الروسية المصرية على مسار تعاوني واعد، حيث تعمل البلدان على تعزيز الشراكة في مجالات متعددة، بما في ذلك الصناعة والطاقة النووية والفضاء والسياحة. وعلى الرغم من التحديات الناجمة عن العقوبات الدولية، فإن الجانبين يبذلان جهودًا كبيرة لتحقيق أهدافهما المشتركة.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر