فرق الجيش الهندي تبحث في موقع الانهيار الأرضي عن جثث متبقية

بنغالورو، الهند: توغلت فرق الجيش في مزارع الشاي والقرى الهندية التي ضربتها الانهيارات الأرضية التي أودت بحياة أكثر من 300 شخص، على افتراض عدم وجود أحد على قيد الحياة لإنقاذه. وقد زاد عدد الفيضانات والانهيارات الأرضية المميتة في الهند في السنوات الأخيرة، ويقول الخبراء إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

ضربت أمطار موسمية غزيرة ولاية كيرالا الساحلية الجنوبية قبل وقوع انهيارين أرضيين قبل فجر الثلاثاء، وكان أكثر من 500 جندي بين أطقم الإنقاذ. ووضع المهندسون العسكريون جسرا مؤقتا لتسريع جهود البحث بعد الاعتماد في وقت سابق على خطوط انزلاقية لنقل الجثث المنتشلة فوق المياه الهائجة.

وقالت حكومة ولاية كيرالا في بيان أصدرته في وقت متأخر من يوم الخميس “الافتراض هو أنه لم يتبق أحد ليتم إنقاذه”. ولجأ نحو 8000 شخص إلى مخيمات الطوارئ حول موقع الكارثة في منطقة واياناد.

وقالت وزيرة الصحة في الولاية فينا جورج إن عمال الإغاثة في المخيمات يقدمون المشورة للناجين المصابين بصدمات نفسية ويقومون بحرق جثث الحيوانات النافقة في محاولة لمنع تفشي الأمراض. وقالت جورج لوكالة فرانس برس يوم الجمعة إنه تم انتشال 199 جثة. لكن من المؤكد أن العدد النهائي سيكون أعلى، حيث أفاد رجال الإنقاذ باكتشاف أكثر من 100 جزء من الجثث في مياه الفيضانات أو مدفونة في الأرض الموحلة.

تشتهر منطقة واياناد بمزارع الشاي التي تنتشر في ريفها الجبلي، والتي تعتمد على مجموعة كبيرة من العمال في الزراعة والحصاد. وكان العديد من الضحايا من العمال وأسرهم، الذين كانوا يعيشون في صفوف من المنازل ذات الجدران المبنية من الطوب والتي غمرتها المياه جدار قوي من الطين البني أثناء نوم سكانها. وتناثرت الأشجار والصخور المقتلعة في قرية مهجورة أمام المركبات المقلوبة والمنازل المنهارة جزئيًا.

وتوفر الأمطار الموسمية التي تهطل في مختلف أنحاء المنطقة من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول راحة من حرارة الصيف، وهي ضرورية لتجديد إمدادات المياه. وهي حيوية للزراعة ــ وبالتالي سبل عيش الملايين من المزارعين والأمن الغذائي لنحو ملياري شخص في جنوب آسيا.

ولكنها تجلب أيضًا دمارًا منتظمًا في شكل فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية. سقط ما لا يقل عن 572 ملم (22.5 بوصة) من الأمطار في واياناد في اليومين السابقين للانهيارات الأرضية، وفقًا لأرقام حكومة الولاية. كما أدت السدود وإزالة الغابات ومشاريع التنمية في الهند إلى تفاقم الخسائر البشرية. كان أسوأ انهيار أرضي في الهند في العقود الأخيرة في عام 1998، عندما تسببت الانهيارات الصخرية الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في مقتل ما لا يقل عن 220 شخصًا ودفن قرية مالبا الصغيرة في جبال الهيمالايا. – وكالة فرانس برس