تقارير

حاكم الشارقة يفتتح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ 13

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة على مدى يومين، تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”، ويستضيف خلاله أكثر من 250 متحدثاً ومشاركاً.

بدأ سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمته خلال افتتاح المنتدى بتوجيه عدة أسئلة للحضور وهي: هل تحتاج الحكومات إلى المرونة؟ ما مدى حاجة الحكومات إلى المرونة؟ هل المرونة مصطلح جديد في العمل الحكومي؟ أم أن التطور التكنولوجي أجبر الحكومات على المرونة؟ مشيراً سموه إلى أن كل هذه الأسئلة وغيرها سيتم الرد عليها في جلسات المنتدى.

وخاطب سموه صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً: كثيراً ما سمعناكم يا سموكم ترددون بعض الأمثال والنصائح وتوجهون بعض المسؤولين، وترددون هذه العبارات أكثر من مرة، مثل: «لا تكن عائقاً عن الخير»، وترددون بين الحين والآخر: «بجرة قلم تنتهي معاناة الناس»، و«صاحب الحاجة يلح». وعندما نتأمل كل هذه العبارات التي نسمعها من سموكم نجد أنها تندرج ضمن فكرة المرونة التي يجب أن نتعامل معها والتي هي مطلوبة من الحكومة، حتى ينطبق عليها المثل: «لا تكن ليناً فتُعصر، ولا غليظاً فتنكسر».

واستشهد سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام بقصة عمر بن الخطاب ومرونته في إدارة شؤون الناس، قائلاً: دعوني أعود بكم قليلاً إلى التاريخ، بماذا اشتهر عمر بن الخطاب؟ كان عمر مشهوراً بالصرامة، ولقب بالفاروق لأنه كان يميز بين الحق والباطل، لكنه في الحقيقة كان رمزاً للمرونة في إدارته. ذات يوم، بينما كان يتجول في المدينة متنكراً، سمع بكاء طفل، فطلب من أمه أن ترضعه حتى يهدأ، فأخبرته أنها تحاول فطامه قبل موعد الفطام، لأن أمير المؤمنين ينفق على الأطفال بعد فطامهم، وهذا الموقف حرك شيئاً في عمر، جعله يغير قانون النفقة برمته في تلك اللحظة، فأمر بأن تبدأ النفقة من ولادتهم، وتزداد مع تقدمهم في السن وحاجتهم.

وأضاف سموه: «ما أردت قوله من خلال سرد هذه القصة هو أن المرونة سمة راسخة في نفوسنا، وأن الأمور كانت تحل بهذه السرعة، في فترة كان فيها الحمام أسرع وسيلة للتواصل، بينما في عصرنا الحالي عصر السرعة، للأسف سيطرت بعض المصطلحات على عمل بعض الحكومات، مثل «البيروقراطية في العمل، ودورة المستندات في المعاملات، وسنعود غداً، والنظام لا يعمل». لذلك، إذا أردنا تحقيق اتصال حكومي مرن وفعال، فلا بد أن نبدأ من مرونة العقول، التي تستطيع أن تستلهم من جذورها العميقة التي تدفعها إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة، حتى لا تكون متحجرة في الماضي ولا تلهث وراء كل جديد».

وأشار سموه إلى أن هذا ما حدث في الشارقة، حيث صدرت توجيهات للدوائر والمؤسسات الحكومية بفتح قنوات اتصال مباشرة مع الجمهور، ولاحظ صاحب السمو حاكم الشارقة أن هذه القنوات لا تكفي لخلق التواصل الذي يريده، فأمر بإنشاء وتأسيس برنامج «الخط المباشر» عبر الإذاعة والتلفزيون، ليكون قنوات للتواصل مع الجمهور على الهواء مباشرة.

وأوضح سموه أنه تبين لاحقاً وجود عدد من الحالات الخاصة التي لم يكن من الممكن عرضها على الجمهور، فصدرت الأوامر بإنشاء قناة اتصال جديدة خاصة بهذه الحالات أطلق عليها «مبرة»، ومن خلالها تم اكتشاف العديد من حالات المحتاجين والغارمين، ما أدى إلى إنشاء لجنة تسوية ديون مواطني الشارقة، والتي قامت بدورها بسداد أكثر من 1.15 مليار درهم، وهكذا بجرة قلم تنتهي مآسي الناس.

وأشار سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام إلى أن هذه المرونة هي ما نريده لحل مشكلات الناس بصورة عاجلة، مشيداً سموه بالحكومة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أقرت مجموعة من الإجراءات لتحقيق المرونة المرجوة، وأهمها مشروع المسرعات الحكومية وبرنامج الصفر بيروقراطية.

واختتم سموه كلمته بعبارة قال فيها: “نحن اليوم في أمس الحاجة إلى المرونة، التي نرى من خلالها الآخرين كما نرى أنفسنا”.

وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم تناول التنمية على مستوى دول العالم وأهميتها في تعزيز حياة الشعوب وتوفير فرص العيش الكريم لهم، من خلال التواصل الفعال والمرن بين الحكومات والشعوب، ما يؤدي إلى التنمية ورفع جودة الحياة.

يسعى المنتدى الدولي للاتصال الحكومي هذا العام إلى تعزيز دور الاتصال الحكومي في بناء مجتمعات أكثر مرونة واستدامة، وتسليط الضوء على أهمية التواصل الفعال بين الحكومات والمواطنين في عصر التحول الرقمي، ويجمع المنتدى نخبة من صناع القرار وقادة الفكر في القطاعين العام والخاص والمتخصصين وخبراء الاتصال والإعلام من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف فرص ورؤى هذا القطاع الحيوي والخروج بأهم التوصيات والنتائج.

ويستضيف المنتدى أكثر من 250 متحدثاً من ذوي الخبرة والتجربة، لمناقشة العديد من الموضوعات المهمة ضمن 18 منصة متنوعة، وتقديم رؤاهم وتجاربهم وملخصات خبراتهم، بهدف الخروج بتوصيات ومبادرات تقدم لدول العالم استراتيجيات وممارسات اتصالية مستقبلية، تعزز مساهمتها في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وتقدم نسخة هذا العام من المنتدى أكثر من 160 فعالية متنوعة، تشمل جلسات رئيسية وجانبية، وكلمات ملهمة، وبرنامج تدريبي يضم 40 جلسة لبناء القدرات، بالإضافة إلى ورش عمل ومنتديات تستهدف الشباب، ومنصات لعرض أحدث الأبحاث والأطروحات الأكاديمية في علوم الاتصال، بدعم ورعاية أكثر من 40 شريكاً محلياً وإقليمياً ودولياً.

حضر افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، صاحب السمو حاكم الشارقة، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الموانئ والجمارك والمناطق الحرة في الشارقة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير عام هيئة الشارقة الرقمية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وسعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير الدولة لشؤون الشباب، ومعالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ومعالي الدكتورة أمل عبد الله القاسم مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في الشارقة، وسعادة الدكتور أحمد بالهول الفلاسي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في الشارقة، وسعادة أحمد جمعة الماجد … حضر اللقاء معالي حصة بنت عيسى بوحميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء ومديري الدوائر والهيئات الحكومية وممثلي وسائل الإعلام.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟