نهيان بن مبارك يعلن انطلاق أندية الهوية الوطنية بمدارس وجامعات الدولة

أعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة الصندوق الوطني، عن إطلاق أندية الهوية الوطنية في المدارس والجامعات بالدولة، وذلك في إطار مساعي الصندوق الحثيثة لتفعيل الشعار الذي اعتمده أساساً للعمل وهو “هوية وطنية قوية ومستدامة” ركائزها التمكين والإنتاجية والمسؤولية..

وقال معاليه خلال حفل ختام برامج الصندوق الوطني الصيفية وإطلاق أندية الهوية الوطنية، إن هذا الشعار يمثل في الواقع استجابة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بأن الاعتزاز بالهوية الوطنية هو اعتزاز بملامح وخصائص مجتمع الإمارات وفهم عميق لتطلعات وطموحات هذا المجتمع والمبادئ والقيم وأسلوب الحياة الذي يحرص عليه..

وأضاف معاليه “إن صاحب السمو رئيس الدولة يؤكد لنا أن الاعتزاز بالهوية الوطنية هو تأكيد لما يعرفه العالم أجمع عن أبناء وبنات الإمارات من أخلاق حميدة وسلوك سليم، وما يميز الدولة من تاريخ أصيل وتراث خالد وحيوية متدفقة وإنجازات متتالية”.“

وتضمن الحفل تكريم الطلبة والمعلمين المتميزين وتوزيع ميداليات التميز على المدارس والجامعات والكليات التي شاركت في برامج الصندوق الوطني، كما تضمن عرضاً تضمن مهام وأهداف وآلية عمل أندية الهوية الوطنية في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى عدد من الجلسات النقاشية للمدارس والجامعات تناولت استعراض الأجندة السنوية للأنشطة والمبادرات السنوية والهيكل التنظيمي والإداري لأندية الهوية الوطنية وآلية التواصل في إطار شبكة أندية الهوية الوطنية..

وحضر الحفل رؤساء الجامعات في الدولة، و500 من الطلبة المتميزين في المدارس والجامعات، إضافة إلى المعلمين وأساتذة الجامعات، وسعادة ياسر القرقاوي مدير عام الصندوق الوطني..

ورحب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بطلبة المدارس والكليات والجامعات المشاركين في برامج تعزيز الهوية الوطنية، وممثلي المدارس والجامعات المتعاونة مع صندوق الوطن في هذه البرامج، الذين شاركوا في هذا الحدث الذي شهد الإعلان عن المرحلة المقبلة من برامج تعزيز الهوية الوطنية، التي تم تنفيذها على نطاق واسع وبنجاح كبير الصيف الماضي لطلبة المدارس والكليات والجامعات في الدولة..

وستشهد المرحلة الجديدة إنشاء أندية الهوية الوطنية في كل مدرسة وكلية وجامعة، لتكون منبراً للطالب يثبت فيه قدرته وحماسه طوال العام الدراسي لخدمة وطنه والانتماء لأهدافه وأغراضه والولاء لقياداته ورموزه، والاحتفاء بالقيم الإنسانية السامية السائدة فيه..

وقال معاليه “يشرفني أن أتقدم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم جميعاً بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، ونعاهد سموه بأن نكون دائماً عند حسن ظن سموه بنا، انطلاقاً من الولاء والمحبة لهذا الوطن، وأن نبذل كل جهد ممكن لتمكين الطلبة في كافة مدارس وجامعات الدولة من الحرص على هويتهم، والاعتزاز بدينهم ولغتهم، والوعي بتاريخ وتراث وثقافة الوطن، ومكانته المرموقة بين دول العالم، والفخر بما يترتب على ذلك من قدرة فائقة لوطننا العزيز على الإسهام الفاعل والفعال في مسيرة التنمية في العالم”.“

وأعلن معاليه أن عدد المشاركين في برامج الصندوق الوطني الصيفية هذا العام بلغ 24 ألف طالب وطالبة في المدارس والكليات والجامعات، وتوقع أن يزيد هذا العدد من عام لآخر حتى تشمل هذه البرامج أغلب الطلبة والطالبات في المؤسسات التعليمية بالدولة..

وقال “إننا نعلن اليوم عن تأسيس أندية الهوية الوطنية، ونؤكد أننا في الصندوق الوطني نرى في هذه الأندية تجسيداً لمبدأ أساسي في مسيرة وطننا الحبيب وهو الحرص على العمل الجماعي بروح الفريق الواحد من أجل تحقيق الأهداف السامية للوطن والمواطن”.“

وأضاف معاليه أن أندية الهوية الوطنية ستجسد فضائل العمل الجماعي، سواء من خلال إيجاد قنوات فعالة للتواصل والتفاهم وتبادل الآراء والأفكار، أو الالتزام بأهداف واضحة ومحددة للعمل، أو الارتباط المشترك بتقدم المدرسة أو الكلية أو الجامعة أو المجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى تبني توقعات ومستويات أداء عالية للجميع والحرص على إثراء حياة الطالب وتنمية قدراته على التفكير السليم والمبادرة واتخاذ القرار، في إطار فهم مشترك للأدوار والمسؤوليات، وتبني قواعد السلوك الإيجابي، والمساهمة في الأنشطة والمبادرات..

وأوضح معاليه أن أندية الهوية الوطنية، مع التزامها بكل صفات العمل الجماعي، تركز على تحقيق الهدف الأسمى، وهو توفير الفرص للطالب لخدمة نفسه ومجتمعه وعالمه، بما يؤدي إلى تنمية الصفات القيادية داخله، وأن يكون في فكره وسلوكه تجسيد لقيم الكرم والعطاء والنزاهة والصدق والمسؤولية والشجاعة والولاء والتسامح والأخوة الإنسانية والثقة بالنفس وحب الوطن والثقة بالمستقبل المشرق الذي ينتظر هذا الوطن، مؤكداً أن هذه القيم هي التي تميز مسيرة دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لقادة الدولة الكرام، ومن خلالها تحققت الإنجازات المتواصلة لشعبها المخلص المعطاء..

وأشار معاليه إلى أنه سبق وأن تحدث عن دور أندية الهوية الوطنية، وأنها ستكون مجالاً لتنفيذ المبادرات والمشاريع لخدمة المجتمع والإنسانية، ومن أمثلة هذه المبادرات العمل على تحسين المناخ العام في المدارس والكليات والجامعات، بما في ذلك الاهتمام بالبيئة المحيطة، وتنظيم اللقاءات والندوات، والاحتفال بالمناسبات الوطنية، وتقديم برامج جودة الحياة، مثل برامج مكافحة السمنة، وتعلم اللغات والتقنيات الحديثة، فضلاً عن الاعتماد على هذه التقنيات في التواصل والحوار، والعمل مع الزملاء في الداخل والخارج. وأكد أن المبادرات المتوقعة في أندية الهوية الوطنية تشمل أيضاً التطوع للمساعدة في المدارس ومرافق الرعاية الصحية وغيرها من المؤسسات الخدمية في الدولة..

وأعرب معاليه عن أمله في أن تكون أندية الهوية الوطنية مساحة للأنشطة والبرامج التي تهدف إلى التركيز على اللغة العربية وتشجيع الثقافة والفنون ونشر قيم الجمال والذوق الفكري الرفيع، وأن تكون قبل كل شيء مساحة لإظهار حماس الشباب ورغبتهم وحرصهم على التطوع وخدمة الجمهور، وأن تكون مساحة واسعة للبحث والتزويد بالمعرفة حول الجوانب المهمة في هوية أبناء وبنات الإمارات..

وحول نطاق عمل هذه الأندية، أكد معاليه أنه مجال واسع وغير محدود، وأن نجاحها يعتمد على جهود أعضائها في التخطيط والتنفيذ، كما يعتمد نجاح هذه الأندية على جهود المعلمين وأعضاء هيئة التدريس الأكفاء الذين يشرفون عليها، مثمناً جهود جميع المعلمين وأعضاء هيئة التدريس المشرفين على أندية الهوية الوطنية، والمسؤولين عن المدارس والكليات والجامعات التي تتعاون مع الصندوق الوطني في هذا المشروع المهم، مشيداً بالدعم القوي لبرامج الصندوق الوطني للاعتزاز بالهوية الوطنية على كافة المستويات في المجتمع..

وأضاف معاليه أن أندية الهوية الوطنية تحظى باهتمام كبير من جانب الصندوق الوطني الذي يحرص على نجاحها والاحتفاء بإنجازاتها، وفي هذا السياق يسعدني أن أعلن عن إطلاق منصة رقمية خاصة بالصندوق الوطني للمساهمة في تحقيق الكفاءة والفعالية في عمل هذه الأندية، من خلال توفير قنوات للتنسيق وتبادل الخبرات، والعمل المشترك بين أعضاء كل نادي، أو بين الأندية المختلفة. وستكون هذه المنصة الرقمية أداة لتشجيع التعاون والإبداع والابتكار في عمل أندية الهوية الوطنية، مما سيسهم في تحقيق رسالتها المرجوة بأفضل صورة ممكنة..

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك إن الصندوق الوطني بمشاركة مؤسسات المجتمع سيطلق برنامج المنح والجوائز للاحتفاء بالتميز والإنجاز، وتقديم الدعم والمساعدة لأندية الهوية الوطنية، حتى تكون هذه الأندية ناجحة بكل المقاييس، وسيكون الاحتفال السنوي بالفائزين في هذا البرنامج علامة متجددة على طريق الاعتزاز بالهوية الوطنية وتشجيع الأعمال الناجحة..

وأضاف: «نحن في صندوق الوطن على قناعة تامة بأن أندية الهوية الوطنية في المدارس والكليات والجامعات دليل قوي على قدرة أبناء وبنات الإمارات على العمل المنتج ومواكبة ما يحدث في هذا العصر المليء بالفرص والتحديات، وأسأل الله أن يوفق هذه الأندية ويوفق الجميع، وأن يحفظ وطننا وأن تكون هويته قوية ومستدامة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله».“

وعقب إطلاق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مبادرة “أندية الهوية الوطنية في المدارس”، وقع معاليه على “تعهد أندية الهوية الوطنية” ليكون أول من يوقع عليه، تمهيداً لتوقيعه من قبل طلبة المدارس المنضمين إلى هذه الأندية في كافة إمارات الدولة. ويؤكد التعهد التزام أبناء وبنات الإمارات المنضمين إلى هذه الأندية بأن يكونوا مواطنين صالحين معتزين بقيمهم وهويتهم وانتمائهم للوطن وولائهم للقيادة، وأن يعملوا مع زملائهم لخدمة مجتمعهم، تحت شعار “نعلم، نعمل، نخلص”.“