مال و أعمال

أوروبا تزيد من شراء الغاز الروسي وسط غموض النقل

القاهرة: هاني كمال الدين  

شهدت أوروبا زيادة ملحوظة في مشترياتها من الغاز الروسي خلال العام الجاري، حيث ارتفعت الكميات المشتراة من 23 مليار متر مكعب إلى 30 مليار متر مكعب، مع استمرار نمو الإمدادات على مدار الأشهر الثمانية الماضية. وفي حديثه مع قناة RDV TV، أكد المدير العام للطاقة في معهد الطاقة والمالية، أليكسي غراموف، أن هناك عدة عوامل وراء هذه الزيادة الملحوظة في استيراد الغاز الروسي.

وأشار غراموف إلى أنه على الرغم من أن أوروبا تمكنت من ملء خزانات الغاز بشكل كامل تقريبًا، إلا أن استهلاك الغاز قد انخفض. ومع ذلك، فإن الدول الأوروبية تواصل شراء الغاز الروسي بكثافة، في ظل غموض مستقبل نقل الغاز عبر أوكرانيا. وأوضح أن صادرات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي قد ارتفعت بنسبة 32% في الأشهر الأربعة الماضية، مما يدل على حجم الطلب المتزايد. وأضاف غراموف: “من الواضح أن أوروبا تقوم بعمليات شراء استباقية، ويتعين علينا أن نتوقع زيادة حادة في كميات الغاز الموردة إلى الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام.”

تطرق غراموف أيضًا إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة للحفاظ على نقل الغاز عبر أوكرانيا. وأشار إلى أن أقل هذه السيناريوهات احتمالاً هو نقل نقطة الشراء إلى الحدود الروسية الأوكرانية. وذكر أنه يمكن لأي شركة أوروبية حجز طاقة نظام النقل الأوكراني دون الحاجة إلى إشراك “غازبروم”. أما السيناريو الأكثر احتمالاً، وفقًا للخبير، فهو إجراء عمليات تبادل مع أذربيجان، حيث ستواصل أوكرانيا ضخ الغاز الروسي، لكن سيتم تصنيفه كغاز أذربيجاني.

في رأي غراموف، حتى مع جميع السيناريوهات المحتملة، فإن نقل الغاز عبر أوكرانيا سيستمر لعدة سنوات أخرى، لكنه سيشهد انخفاضًا سريعًا. حيث يتوقع أن يصل حجم النقل إلى 9-10 مليارات متر مكعب في عام 2025، بينما يتوقع أن يتوقف النقل بشكل كامل بعد عام 2028.

تعتبر هذه التطورات دلالة واضحة على الأهمية المتزايدة للغاز الروسي في السوق الأوروبية، في الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية التكيف مع التغيرات المستمرة في الظروف الجيوسياسية والاقتصادية. وفي ظل التحديات التي تواجهها أوروبا في تأمين مصادر الطاقة، يبقى الغاز الروسي خيارًا رئيسيًا لضمان استقرار إمدادات الطاقة.

كما أن الأرقام الحالية تشير إلى تحول في السياسات الأوروبية تجاه الطاقة، مما يعكس الحاجة الملحة للحفاظ على التنوع في مصادر الطاقة مع الاستمرار في التعامل مع التحديات المتزايدة من الجوانب الجيوسياسية. يظل التعاون مع روسيا أمرًا حيويًا، رغم الضغوط السياسية التي قد تواجهها الدول الأوروبية في سياستها للطاقة.

في النهاية، يبقى مستقبل الغاز الروسي في أوروبا رهينًا بعوامل عديدة، بما في ذلك الوضع الجيوسياسي، والاتجاهات الاقتصادية، والتغيرات في استهلاك الطاقة. ومن الواضح أن هذه الديناميات ستستمر في تشكيل سياسة الطاقة الأوروبية في السنوات القادمة، مما يؤكد على ضرورة الاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة التي قد تنشأ.

 

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟