دبلـومـاسية التنميـة

في مبادرة مصرية جديدة، تهدف إلى تعزيز شراكتها وعلاقاتها مع دول حوض نهر النيل، وتعميق التعاون وتواجدها في المنطقة، أعلنت الحكومة المصرية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإطلاق “صندوق استثمار نهر النيل”. “دول الحوض” لتعزيز التعاون المشترك من خلال إقامة المشروعات التي تعود بالنفع المصالح، وأهمها ربط الأمن المائي، الذي يرتكز على مبادئ تعزيز التعاون والشراكة في التنمية، من خلال مشاريع مشتركة، يتم فيها تبادل الخبرات واستثمار قدرات كل دولة، في مسار يعزز “دبلوماسية التنمية” وهي إحدى أدوات “القوة الناعمة المصرية”. في المنطقة.
ويأتي هذا الصندوق الجديد ضمن مجموعة المسارات التي اتخذتها الدولة المصرية، لتعزيز تعاونها مع الدول الأفريقية، وفي قلبها دول حوض النيل، خاصة الجهود التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وزارة الخارجية. والتي تعنى بتقديم الدعم الفني والمساعدات ونقل الخبرات المصرية إلى أشقائنا في أفريقيا.
وأعلنت الحكومة المصرية عن مبادرة صندوق الاستثمار، في وقت تواصل فيه الحكومة الإثيوبية إجراءاتها الأحادية التي تعزز الفرقة والانقسام، من خلال المطالبة بدخول ما يسمى بـ”الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل” المعروف باتفاق عنتيبي. ودخلت حيز التنفيذ، وهي خطوة رفضتها مصر والسودان، وشددتا على أنها لا تمثل ولا تعبر عن دول حوض النيل.
3 مصادر التمويل
وافق مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماعه الأسبوع الماضي، على مقترح آلية تمويل الاستثمار في دول حوض النيل، بهدف دعم المشروعات التنموية في دول حوض النيل، وأعرب وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد، وكشف العاطي عن تفاصيل إنشاء “صندوق استثمار حوض النيل”، خلال لقائه مع الدكتور مصطفى مدبولي الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى “البدء في اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء صندوق استثمار حوض النيل”. إنشاء صندوق الاستثمار”.
وقال: إن الصندوق يهدف إلى تحقيق التنمية على أساس المشاركة والتعاون بين مصر وأشقائها في دول حوض النيل، مشيراً إلى أن الصندوق يهدف إلى تعزيز الاستثمار في مشروعات التنمية ومشروعات البنية التحتية في دول حوض النيل، بشرط على أن يتم ذلك وفق معايير اقتصادية سليمة لتعزيز فرص نجاح هذه المشاريع وجذب التمويل الأجنبي.
وأوضح عبد العاطي أن الصندوق سيعتمد في تمويله على ثلاثة مصادر للتمويل، وهي موازنة الدولة المصرية، والشراكة مع القطاع الخاص المصري، والشراكة مع الأشقاء في دول حوض النيل، وشركاء القارة. الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية والدولية، مؤكدا في هذا السياق أن مصر تتطلع إلى أن يقوم شركاء القارة الأفريقية بتوجيه جزء من تعهداتهم الاستثمارية في أفريقيا من خلال هذا الصندوق.
وتتكامل مبادرة صندوق الاستثمار مع جهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لها. وأشار وزير الخارجية، لوزارة الخارجية، إلى “جهود الوكالة في دعم المشروعات التنموية في حوض النيل، من خلال إرسال الخبراء والقوافل الطبية إلى الدول الإفريقية الشقيقة، وكذلك بناء المستشفيات والأقسام الطبية في عدد من الدول الأفريقية”. المستشفيات الإفريقية، بما يلبي احتياجات الدول الإفريقية”. ص>
دعم المشاريع التنموية
شهد هذا الأسبوع سلسلة من الاجتماعات الحكومية في مصر، ناقشت العديد من مسارات العمل نحو تعزيز الشراكات المصرية مع دول حوض النيل. ومن بين تلك اللقاءات المهمة اجتماع اللجنة المعنية بتعزيز العلاقات المصرية الإفريقية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والذي أكد أولويات العلاقات المصرية الإفريقية.
وأكد وزير الخارجية، خلال اللقاء، أن “مصر تدعم مختلف المشروعات التنموية في دول القارة، بما فيها دول حوض النيل”. وأشار إلى نشاط الشركات المصرية في أفريقيا، والسمعة الطيبة التي تتمتع بها، بالإضافة إلى الفرص المتاحة لمصر للاستثمار والشراكة مع الدول الأفريقية في مجال الزراعة. كما أكد اهتمام مصر بتفعيل دور وكالة الفضاء الأفريقية التي تستضيف مقرها الرئيسي.
واستعرض عدد من الوزراء والمسؤولين جهود تعزيز العلاقات المصرية مع دول حوض النيل في مختلف المجالات، حيث أشار وزير الري الدكتور هاني سويلم إلى “تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية مثل كينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية”. وتحدث وزير النقل والصناعة الفريق كامل الوزير عن «التعاون مع تنزانيا ورواندا لتنفيذ عدد من المناطق اللوجستية للتعاون في مجال النقل». ووجه رئيس الوزراء بإعداد قائمة المشروعات التنموية التي تمثل أولوية للدول الإفريقية حتى يمكن متابعتها والعمل على تنفيذها. كما أكد على أهمية تطوير العمل التنموي المصري في أفريقيا خلال الفترة المقبلة. وتطوير استراتيجية التنمية المصرية في أفريقيا، بما يلبي احتياجات الدول الأفريقية الشقيقة في مجال التنمية.
وتزامن رفض اتفاق عنتيبي مع الإعلان عن مبادرة إنشاء صندوق استثماري في دول حوض النيل. ومع التحركات الإثيوبية الأحادية الجديدة تزيد من حالة الانقسام بين دول النهر، خاصة بعد إعلان أديس أبابا تفعيل ما يسمى (اتفاق عنتيبي)، رغم أن 6 دول حوض النيل فقط، من أصل 11 دولة، صدقت عليه. وهو ما رفضته مصر. والسودان، وشدد على أن الاتفاق لا يمثل “حوض النيل”.
وكانت الرسالة المصرية واضحة، وهي رفض هذا الإجراء، على حد تعبير رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في كلمته في افتتاح أسبوع القاهرة للمياه، الأسبوع الماضي، عندما أكد أن اتفاق عنتيبي لا يحظى بإجماع بين دول حوض النيل. لافتا إلى أن مبادرة حوض النيل التي تأسست عام 1999 هي الآلية الشاملة الوحيدة التي تمثل حوض النيل بأكمله. ودعا إلى ضرورة الحفاظ على الحقوق والالتزامات القانونية المترتبة عليه. وتجنباً للمزيد من الإجراءات التي من شأنها ترسيخ الانقسام بين دول الحوض.
وشدد مدبولي على ضرورة دعم مختلف الجهات المانحة ودعم التعاون في مجال المياه في حوض نهر النيل، بما يعزز التعاون بين كافة دول الحوض، استنادا إلى مبادئ القانون الدولي، وتجنب دعم المزيد من التدابير أو الآليات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم المشكلة. – ترسيخ الانقسام بين دول الحوض.
ثم جاءت رسالة أخرى من وزير الخارجية بدر عبد العاطي، برفض مصر الإجراءات الأحادية من جانب إثيوبيا، وقال في تصريحات إعلامية “مصر ليس لديها أي مشكلة مع أي من دول حوض النيل باستثناء دولة واحدة هي إثيوبيا”. التي ترفض التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن تشغيل وملء السد الإثيوبي، وهذا التوجه الإثيوبي الأحادي مرفوض تماما”.
وجدد وزير الخارجية الرسالة ذاتها، في اتصال هاتفي، مع نظيره الأوغندي جيجي أودونغو، حيث أكد “أهمية التوافق والشمول وعدم الإضرار لتعزيز أسس التعاون بين دول حوض النيل”.
دبلوماسية التنمية
واعتبر نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، أن صندوق الاستثمار لدول حوض النيل هو “أداة من أدوات القوة الناعمة المصرية، والتي تهدف إلى استكمال جهود التعاون المصرية الكبيرة مع دول النهر، مما يعزز أداء (الدبلوماسية) التنموي)، مشيراً إلى أن «مصر نفذت مشروعات تنموية كبرى في دول النهر، في كينيا وتنزانيا والكونغو، وأبرزها مشروع سد جوليوس نيريري بتنزانيا».
وأضاف السفير صلاح حليمة، في تصريحات خاصة، أن دور مصر داخل أفريقيا، يتمحور حول 4 محاور أساسية، الأول محور أمني من حيث مكافحة الإرهاب، أما الملف الثاني فهو سياسي ويرتبط بالعلاقات السياسية بين مصر ومصر. كافة الدول الأفريقية في الإطار الثنائي والشراكة الاستراتيجية الشاملة للتعاون بين الجانبين في كافة المجالات والمساهمة بدور في تسوية القضايا والنزاعات في القارة الأفريقية على وجه الخصوص. في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، فضلا عن الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى أن المحور الاقتصادي يرتبط بتنمية وتعميق العلاقات الاقتصادية وشمولها للعديد من المجالات المتعلقة بالبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية، وإقامة منطقة تجارة حرة قارية تعزز العلاقات الاقتصادية بين الدول الإفريقية مع بعضها البعض أو بينهم وبين العالم.
وقال: إن مصر حققت إنجازات عظيمة، فيما يتعلق بالصحة والتعليم وتمكين المرأة والشباب، كما لعبت مصر دورا كبيرا في السيطرة على فيروس كورونا، وتوزيع اللقاحات بشكل عادل، لافتا إلى أن المصري ملف الأمن المائي لم يعد قضية مصرية، بل أصبح أمناً إقليمياً وقضية تتعلق بالأمن على المستوى الدولي، والدليل على ذلك عرض قضية سد النهضة على مجلس الأمن، ونجاح الدبلوماسية المصرية في إصدارها. قرار رئاسي من مجلس الأمن يؤكد المطالب المصرية بضرورة… اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا بشأن قواعد الملء والتشغيل.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر